انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مروة الخريف.. لماذا بكت هذه الفتاة ..وماذا قالت عن عبـاءة ا

اذهب الى الأسفل

مروة الخريف.. لماذا بكت هذه الفتاة ..وماذا قالت عن عبـاءة ا Empty مروة الخريف.. لماذا بكت هذه الفتاة ..وماذا قالت عن عبـاءة ا

مُساهمة من طرف همسة وفاء الأحد أغسطس 12, 2007 2:36 am

دعوا الأمر لي


مروة بنت عبدالله الخريف



أتذكر المرة الأولى عندما لبست العباءة والخمار، كانت في البداية تجرية مثيرة تنتقل منها الفتاة وتدخل مباشرة إلى دائرة أقل اتساعاً وأضيق محيطاً مما كانت داخلها قبل ذلك، لقد شعرت أنني أصبحت شيئاً آخر، ولم أعد (مروة) تلك الطفلة الصغيرة التي جعلت كل الأماكن خاضعة لقدميها اليافعتين، ولن تصدقوا عما شعرت به من أمان بهذا القماش الذي لا يرد عن جسدي الصغير إلا النظرات، وشعرت بالفخر لأنني أصبحت كبيرة مثل أمي وعمتي وخالتي والأخريات من النساء، لم أعد قادرة على القفز والجري كما مضى، وأصبحت خطاي متقاربة وصغيرة وهادئة، ولكني تكيفت مع الواقع بسرعة كبيرة لم أتوقعها، كنت أنظر إلى أمي والأخريات وهن يلبسن الحجاب قبل خروجهن من المنزل وآسف لهن وأتساءل عن المعاناة التي ستحل علي إذا كبرت وسرت مثلهن! ولكن الموضوع مر بسلام لم أتوقعه.

بعد مرور أسابيع على المرة الأولى، بدأت أشعر بالضيق حيث انتقل الأمر عن كونه تجربة جديدة نقلتني لعالم النساء إلى أنه أصبح أمراً دائماً ومستمراً ولا بد من الحفاظ عليه مدى الحياة (هكذا قالت أمي لما أبديت تبرماً). وهنا لجأت إلى غرفتي باكية لأن الخطوط الخلفية إلى عالم الطفولة أصبحت بالنسبة لي مقطوعة ومدمرة.. هكذا شعرت بعد أن خفت لمعان التجربة الأولى..

كانت المدرسة وزميلاتي في مثل عمري سبباً في تلاشي ذلك الشعور الجديد، وكانت هناك وسائل أخرى لإظهار العبث الطفولي البريء غير أن أكون حاسرة وبغير عباءة. ولقد منحني هذا تعويضاً سريعاً ومباشراً ورائعاً، وبقيت العباءة والخمار معي سنوات قادمة، ولكن على سبيل العادة والسلوك الاجتماعي الملزم، ولم تعد تقدم لي ذلك الأمان النفسي المعهود فقد أصبحت جزءاً من خارطة جسدي الصغير، لم يحدثني أحد يوماً عن أهمية العباءة ومدلولاتها وأبعادها ولا عن آثارها الاجتماعية والنفسية والسلوكية وكنت استمع إلى بعض زميلاتي وهن يتحدثن عن قصصهن في فلك هذا الحصار الاجتماعي كلما حانت فرصة، وعن مستوى الدهشة والتفاعل الذي يظهره الشباب والمعجبون حيال هذا الأمر، ولم أحدث نفسي بذلك يوماً لأنني كنت شديدة الخجل وجبانة، ولكنهن يفتخرن بذلك ويتعمدنه أحياناً عند خروجنا من المدرسة وأمام بعض النظرات الجشعة عند باب المدرسة، كانت المعلمة وبعض المحاضرات تخوفننا من محاولات كهذه ويرددن أن هذا أمر محرم، وأن الجميع يطمع فينا، ويتحدثن كثيراً عن خطر النساء المائلات وغير الملتزمات بالحجاب الشرعي، ولكني كنت أشعر أنهن يناقشن الأمر بعيداً عن تفكيري وزميلاتي وعبثهن المجرد، وكنت أتساءل لماذا لم يحدثنا أحد إلى الآن عن أهمية هذا القماش الذي نغطي به أجسادنا وهل هو فعلاً بهذه الأهمية لنا كفتيات.؟!! حتى في المنزل كان الجميع يؤكد علي أن تلتزم الفتاة بالحجاب، ولكنهم لم يجعلوه شيئاً محبباً على كل حال. وظلت الأسئلة تتلاشى بهذا الخصوص تدريجياً، وظهرت أنواع جديدة من العباءات غير تلك المعهودة، وصارت الزميلات يبحثن عن الجديد دوماً وأظهرن إعجابهن به وصار أخيراً أمراً محبباً وتتسابق الفتيات على اقتنائه والتفنن في لبسه، وعادت إلى ذاكرتي تلك الأسئلة، من خلال ملاحظتي أثناء التعامل مع الأمر فقد رأيت أن هذه العباءات الجديدة أصبحت تخدم الفتاة والمرأة في إظهار الجوانب الجمالية التي تريد وفي إخفاء غير المحبب منها، فتيات غير جميلات (أعرفهن جيداً) ظهرن بعيون مليئة بالكحل وأجزاء من الخدين بيضاء ناصعة، ورموش (زيادة) وعباءة تصنع جسداً رائعاً وملفتاً ومثيراً، وهنا اكتشفت السر وراء الإقبال على هذا النوع الجديد واكتشفت أيضاً أن ذلك الحجاب الأول بكل تفاصيله لن يكون محبباً يوماً ما لسبب واحد، لقد تعاملت الفتيات مع ما يسمى (الحجاب العصري) ليس من خلفية التغطية والحجب والستر، بل تعاملن معه كما يتعاملن مع أنواع الفساتين والملابس المثيرة إضافة إلى الميزة السابقة من حيث تغطية غير الجيدة وكشف وإظهار الجميل والحسن، وبعد ذلك شعرت برغبة شديدة في البحث عن خلفيات الظاهرة وما وراء الغطاء، وتابعت الكثير من الكتابات الصحفية حول (الاختلاط) وعمل المرأة.. والحجاب.. وقيادة السيارة.. وتكاثرت الموضوعات أمامي تجاه هذا الأمر وشعرت أنه أكبر مني ومن تفكيري، وذهبت إلى غرفتي الصغيرة، وأخرجت عباءتي من الدرج، واحتضنتها باكية، وعندما رفعت رأسي إلى السماء عادت الدموع إلى عيني ولكنها لم تدخل إلى مكانها السابق بكل تأكيد، ليس كل ما نقوم به يجب أن يكون محبباً ولا مرغوباً، هذا ما اكتشفته أخيراً، وهذا الذي لم يقله لي أحد منذ البداية، لقد اكتشفت أن لهذه العباءة الساترة (وليست الجديدة) من المدلولات ما لا يحصيه قلمي ولا يحيط به تفكيري غير إني أردت أن يكون الأمر لي وحدي، وأن تطول صحبتي مع هذا النوع تحديداً من العباءة الذي لبسته أمي وجدتي.، وأنه يمارس فعلاً الستر والحجب لحمايتي، وأنه يمنحني شعوراً حقيقياً بالفخر والتميز، وأن قيمتي بمدى إيماني بمبادئي وتطبيقي لذلك، خرجت من حجرتي الصغيرة مرددة دعوا الأمر لي، ورفعت رأسي للسماء مجدداً وبدون دموع هذه المرة مبتسمة مرددة (شكراً لك ربي لأنك هديتني فثبتني).

جريدة الرياض 18 /7 / 1428 هـ
منقول

تحياتي لكم

اختــ ـ ــكمـ ريــ ـ ــم
همسة وفاء
همسة وفاء
المـدير العـام

انثى
عدد الرسائل : 1044
العمر : 34
الهويات : النت القراءة والموسيقى والعلوم
العمل : طالبة
المدينة : الاسكندرية
البلد : مروة الخريف.. لماذا بكت هذه الفتاة ..وماذا قالت عن عبـاءة ا Egypt10
الوسام : مروة الخريف.. لماذا بكت هذه الفتاة ..وماذا قالت عن عبـاءة ا Medal-14
تاريخ التسجيل : 24/07/2007

https://marin.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى